باختصار من كتاب : حفظ العربية من حفظ الدين
في فضل اللسان العربي وأدلته كتب الأستاذ ناصر بن عبدالرحمن الخنين، الأستاذ في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام بالرياض، كتب في نتائج بحثه "حفظ العربية من حفظ الدين" ما ملخصه:
- اللغة العربية أكمل اللغات، وأشرفها، وأمتنها، وأمكنها في نقل المعاني، والتعبير عن المقاصد، والتصوير للمشاعر، يشهد لذلك اصطفاء الله تعالى لها.
- شرف العربية وعلوّ شأنها وقع له من إنزال الوحي الكريم بلسانها، وارتباط معانيه بجلالة ألفاظها، حتى أصبح دين الإسلام مقترنًا بها، وصارت هي علَمًا عليه، ودليلًا إليه.
- لم تعد اللغة العربية بعد نزول القرآن بها خاصة بالعرب، منحصرة في ألسنتهم، أو مقتصرة على أقاليمهم، بل أصبحت لغة حضارية عالمية، تسير مع سير الإسلام، وتنتقل مع الأقوام، تدينًا وتعليمًا، وتحدثًا وتأليفًا.
- العربية جمعت بين السموّ الروحي، والكمال البياني، والجمال الصوتي، واليسر المعرفي، مما شهد به واقعها، والدارسون لها من غير أهلها.
- أعظم كرامة أكرم الله تعالى العربية بها أن تعهَّد بحفظها، في آية جمعت عناصر التوكيد في نظمها، قائلًا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحِجر :9]، ومِن لازمِ حفظ الذكر الذي أنزله الله بلسانها حفظُ اللسان نفسه الناطق به، فتضمن النص الحكيم حفظَ القرآن الكريم بدلالة المنطوق، وحفظَ السنة المطهرة بدلالة التضمن، لكونه في معنى الذكر، ولأنها مبيِّنةٌ للقرآن، وحفظَ العربية لكونها وعاءهما ولسانهما للعالمين.
- الإعجاز القرآني المتمثل في تحدي الثقلين مدى الأزمان على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو اجتمعوا له، يعدُّ دليلًا آخر على خلود العربية وتمام حفظها، لارتباطها بالإعجاز، واعتماده عليها، لفظًا ومعنى، ونظمًا وأسلوبًا.
- الشرف الذي توَّجهُ الله للعربية لا يقتصر عليها، وإنما يمتدُّ لينال كلَّ مشتغل بها، تعلمًا وتعليمًا، وبحثًا وتأليفًا، ويرتفع قدره ويعظم أجره على قدر إخلاصه وعظم جده واجتهاده، وامتداد عموم نفعه.
- تعدُّ العربية أصلًا أصيلًا من أصول فهم الدين، لا يُعرَفُ مرادُ الله تعالى بكلامهِ إلا بها، ولا تُفهم دلالات القرآن والسنة إلا من خلال فهم دلالات المعاني في نظمها، ولو أحاط إنسان بلغات أهل الأرض إلا العربية لم يفهم الدين، ولو جهل العارف بدلالات العربية اللغات الأخرى لم يسلبه ذلك شيئًا في الجانب الشرعي.
ولذلك ذمَّ العلماء المعتبرون الجهل بلغة العرب..