مدرِّس مجاهد فاضل، اسمه محمد بن أحمد المانوزي (ت 1365 هـ) من بوادي سوس بالمغرب، له سيرة ذاتية تجمع بين الرحلات والمذكرات، صدرت بعنوان «الرحلة المانوزية»، بدراسة وتحقيق إبراهيم أعراب، عن دار الأمان بالرباط عام 1436 هـ، قال في نصٍّ منه (ص 287)، وفيه ركاكة:

ساقتني الأقدار إلى زيارة (أفيلال) عام 1329 هـ مرجعي من (تيمكيدشت) إلى مسقط رأسي، فدخلت القبة الفيلالية فجأة من غير أن يراني أحد، فما استكملت الدعاء للمولى حتى اجتمعت عليّ جماعة من النساء والشواب والعجائز، فلما رأين حسن ظاهري وبهجتي ووسامة وجهي، ناداني بعض الرجال فجاؤوا وأنا ملتثم، فما وقعت عينه في وجهي حتى نادى بأعلى صوته: «الإمام المهدي، الإمام المهدي»!

فلما خف اجتماع الناس عليّ من كل ناحية، كشفت عن وجهي فقلت له: أنا فلان ابن فلان الفلاني، فاذهبوا إلى حال سبيلكم.

فما زادهم ذلك إلا طغيانًا كبيرًا. فخرجت من القبة، وذهبت إلى مرابطي (أفيلال)، فاتبعني عالم كبير منهم، فردَّهم عني بمشقة وعناء، ومزاحمة بباب داره.

فانظر إلى بساطة هؤلاء القوم، وشدة اعتقادهم في الإمام المهدي. وقد وقع لي مثل هذا أيضًا بوادي سملالة..