• د. محمد نور رمضان يوسف

    ورشة العمل الدولية: تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتقنياته في كليات الإلهيات بتركيا/ 3-4/10/2015م، تركيا، ملاطيا، جامعة إينونو، كلية الإلهيات، 1436 هـ، 2015م، 240ص.

    افتتحت ورشة العمل الدولية التي تناولت موضوع (تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتقنياته في كليات الإلهيات بتركيا) أعمالها بالكلمات الافتتاحية، ثم عقدت أربع جلسات وفق البرنامج الآتي:

    1. الجلسة الأولى: نظام تدريس اللغة العربية في كليات الإلهيات ومناهجه برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن أوزدمير.
    • المحاضرات التي أُلقيت في الجلسة الأولى:
    • تشكيِل منظومةِ الدِّراسة الحَلَزونيّة في الصُّفوف التَّحْضيريّة: مشروع العمود الفقري في دراسة اللغة العربية في المرحلة التمهيدية/ أ.د. سونر كوندوزأوز
    • مناهج اللغة العربية بين الشرق والغرب/ د. خالد أبو عمشة
    • كتاب (العربية للعالَم): عرض ونقد وخطة تدريس للسنة التحضيرية في كليات الإلهيات/ د. محمد نور رمضان يوسف
    1. الجلسة الثانية: المعلم الناجح: أداؤه وأدواته، برئاسة الأستاذ الدكتور صونر كوندوزأوز
    • المحاضرات التي أُلقيت في الجلسة الثانية:
    • مشروع ستة/ستة: نموذج تطبيقي لإستراتيجيات النشاط الاتصالي/ د. أحمد نتّوف
    • إعلامُ الطُّلّاب الأتراكِ خصائصَ اللغةِ العربيةِ قبلَ تدريسِها: اقتراحٌ جديدٌ في إطارِ تركيا/ د.مصطفى قايا
    • تطبيقات عملية وإستراتيجيات حديثة في تعليم اللغة الثانية/ د. هداية هداية إبراهيم
    1. الجلسة الثالثة: الطالب: أداؤه وتنشيطه وتقويمه، برئاسة الدكتور إبراهيم حلالشة
    • المحاضرات التي أُلقيت في الجلسة الثالثة:
    • اقتراحات حول طرق تطوير المهارات اللغوية لدى طلاب كليات الإلهيات في مرحلة ما بعد السنة التمهيدية بجامعات تركيا/ د. عبد الهادي تيمورتاش
    • تجربة (يالوا) في تعليم العربية/ أ. أحمد ميدان.
    • إستراتيجيات تفعيل أداءات الطلبة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها/ د. محمد عبد الله المحجري ود. بدر الجبر
    1. الجلسة الختامية: تقويم الورشة برئاسة الدكتور صبري تركمان.

    وقد خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات والمقترحات عُرِضت في آخر الكتاب تحت عنوان: (البيان الختامي) الذي صيغ على الشكل الآتي:

    البيان الختامي

    لورشة العمل الدولية

    تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتقنياته في كليات الإلهيات بتركيا

    التي عقدتها كلية الإلهيات بجامعة إينونو في مدينة ملاطية

    بتاريخ 3-4 تشرين الأول (أكتوبر) 2015

    انعقدتْورشة العمل الدولية (تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتقنياته في كليات الإلهيات بتركيا) باستضافة رئاسة جامعة إينونو وإشراف كلية الإلهيات فيها؛ لمناقشة موضوع "تعليم اللغة العربية في كليات الإلهيات وتقنياته"، هذه اللغة التي تأتي في مقدمة اللغات الحية قياسًا باللغات التي يتكلم بها الأقوام والأمم.

    ومن الحقائق المعروفة لدى الجميع أنَّ ظاهرة "تعليم اللغة العربية" في الصفوف التحضيرية لكليات الإلهيات بشكلها الراهن ليست على المستوى المطلوب والمرجوّ؛ مع أنَّ هناك تقدمًا نسبيًّا (مرحليًّا) بفضل الجهود المبذولة في هذا المجال في السنوات الأخيرة، ولكن لا يمكن القول: إنّها كافية تحقق الأهداف المبتغاة.

    من أجل ذلكعقدنا هذه الورشة الدولية المكثفة (تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتقنياته في كليات الإلهيات بتركيا)، بغرض النهوض بتعليم العربية وتعلُّمها، وتحقيق الكفاءة فيهما... وقد ناقش فيها رجال العلم وأساتذة اللغة العربية في عدة جامعات هذا الموضوع الكبير خلال يومين كاملين.

    عُقِدت جلسات اليوم الأول للورشة في قاعة الاجتماعات الجديدة في كلية الإلهيات، وعُقدت جلسات اليوم الثاني في فندق قلعة البحيرة (قَلَاكول)، وقد أسهمت بحوث الأساتذة المشاركين وملاحظاتهم ومداخلاتهم في إغناء موضوع الورشة ونجاح برنامجها، وساعدت على رسم خريطة جيدة لمستقبل الجهود المبذولة في هذا المجال.

    وتقرر لدى إدارة الورشة تثبيتُ البنود الآتية في البيان الختامي:

    1- لابدَّ من تطوير طلاب كليات الإلهيات في مجال إتقان التعلُّمِ الأوليّ الذييُعَدُّ بمنزلة "المدخّل إلى اللغة العربية"، حتَّى يجرؤوا على التعبير عن أنفسهم باللغة العربية، ويكسبوا الثقة بأنفسهم. وبهذا المنهج التدريجي (المرحلي) المتدرج من السهل إلى الصعب يمكن تجاوز المرحلة الأولى بنجاح، وتخفيف عقبات تعلّم اللغة العربية، وتكوين وعي لدى الطالب عن العربية من البداية، وإتاحة الفرصة للانجذاب إليها والتقرُّب منها من زاوية أوسع، وبصورة أسرع.

    2- تفعيل المشاركة الفردية للطالب داخل الصف وخارجه، والتعرّف إليه من جميع الجوانب، ومراقبته وإرشاده إلى الصواب والطريق الأسلم لتعلّم اللغة، ويكون ذلك من خلال الحدّ من عدد الطلاب في الفصل الواحد، بحيث يتراوح بين 15و20 طالبًا في المرحلة التحضيرية على الأكثر؛ لكي تتاحَ للمعلِّم فرصة مراقبة الطلاب عن قرب، ولتسهل عليه متابعتهم.

    3- وجوب توجيه الطلاب إلى الإكثار من القراءة والاستماع والإملاء؛ وذلك أن عالمنا الحديث يتجه في تعليم اللغة إلى التركيز على النصوص والأساليب؛ لأنّ تعليم الأساليب أسهل وأنفع من تعليم القواعد. ومما يبشر بالخير ما يُشاهد في الآونة الأخيرة في كليات الإلهيات من اتجاهٍ إلى ذلك المنهج الذي يركز على النصوص والأساليب.

    4- لا يمكن أن نؤسس لغة عاليةً اعتمادًا على قواعد النحو والصرف الأساسية قبل إكمال بناء البنية التحتية للغة؛ إذ لا نصل إلى نتائج عملية إلا من خلال تعليم اللغة بنصوصها وأساليبها. لهذا ينبغي أن يسير تعليم القواعد وتعليم النصوص والأساليب في الصفوف التحضيرية معًا.

    5- ضرورة التنسيق بين مدرّسي اللغة العربية في كليات الإلهيات، وأهمية عقد اجتماعات دورية في أزمنة متقاربة يحدّد فيها المدرسون مستويات الطلاب، ويقوّمون تعلمهم للغة العربية.

    6- أثبتتِ الدراسات أن الكلمات والعبارات المتداولة في الكتب تدور حول المجالات الأساسية الآتية: التعريف بالنفس، البيت، الحياة في البيت، التربية، المهنة، الهواية، السفر، المناسبات الاجتماعية، الصحة، البيع والشراء، الطعام، الشراب، الخدمة، المدينة، البلد، الطقس، وبيّنت هذه الدراسات أن الكلمات والعبارات المستعملة في هذه الموضوعات هي قلب اللغة، لذا فإن تدريسها يسرع في تعلم اللغة الأجنبية، ويؤثّر فيه تأثيرًا إيجابيًّا قويًّا، ومن أجل ذلك يجب أن تُراجَع مفردات الصفوف التحضيرية من حيث المحتوى والشكل.

    7- يُعَدُّ أداء المدرسين ونشاطهم وموقفهم من الطلاب عاملًا مهمًّا في الوصول إلى الأهداف المقصودة من تعليم اللغة العربية؛ لهذا يجب على المدرسين أن يؤلفوا كتبًا في اللغة العربية تستلهم أحداث الحياة، وما يقع فيها، وتكون خاصة (غير تقليدية) وعملية، وباقية، ومنظمة، بحيث تسدُّ الحاجات، وتراعي أحوال القوة البشرية الكبيرة في كليات الإلهيات.

    8- تشكيل لجنة من أساتذة اللغة العربية في كلية الإلهيات بجامعة إينونو بعد الورشة مباشرة، للنهوض بدراسة تسهم إسهامًا جيدًا في تعليم اللغة العربية في كليات الإلهيات، وتقديم نظرة جديدة في الموضوع. وأوّل ما يجب أن تبدأ به تأليفُ كتاب بحسب المستويات، يملأ الفراغ، ويفي بالمطلوب، ويحقق الأهداف، على أن ينتهي تأليفه في وقت معقول غير بعيد.

    9- ينبغي أن نعتمد على نظام المستويات في تعليم طلاب السنة التحضيرية؛ لتفعيلهم وتنشيطهم وترغيبهم في العربية، ولتهييجهم وخلق جوِّ التنافس بينهم، وتذكية روح الثقة بأنفسهم... ولكن لابدَّ من متابعة عملية التعليم عن كثب؛ وحلِّ أي مشكلات قد تظهر بين الحين والآخر.

    10- يجب علينا أن نبدع بعض الأساليب الجديدة؛ لجعل الطلاب يجتهدون خارج ساعات الدرس اجتهادًا منظمًا ومفيدًا، ولاسيما توجيههم لتكوين فرق اجتهاد فعّالة في مساكنهم التي يقيمون فيها.

    11- من هذه الأساليب إعداد مساكن عربية خاصة أو عامة، يقيم فيها الطلاب صيفًا، لا يتكلمون فيها إلا بالعربية، ومنها أيضًا استثمار العطل الصيفية في هذا المجال، بتسهيل إجراءات السفر إلى البلدان العربية للطلاب الراغبين في ذلك؛ ليقيموا فيها عدة شهور؛ لتقوية لغتهم العربية وتنميتها.

    12- يجب إعداد برنامج جديدة لكليات الإلهيات بحيث تُوزَّع دروس اللغة العربية فيه بين صفوف السنوات الأربع؛ حتى لا تنقطع علاقة الطلاب بالعربية.

    13- يجب تدريس جميع المواد الشرعية في كليات الإلهيات باللغة العربية بنسبة 30% خلال السنوات الأربع. وعلى الأساتذة أن يستعدّوا لهذا الموضوع، وأن يخططوا له من الآن تخطيطًا جيدًا.

    14- يجب منح فرص للطلاب لتطبيق معلوماتهم وتجاربهم في اللغة العربية في المحافل العامة؛ حتى يثقوا بأنفسهم. ويجب إجراء برامج للنشاطات اللغوية في إطار ما يتعلمه الطلاب مرتين على الأقل في السنة، مثل: المسرحيات وإلقاء الكلمات والمحاضرات والقصائد والخطب باللغة العربية أمام الجماهير.

    15- على الطلاب أن ينشروا مجلات أو ما يشبهها من النشرات باللغة العربية عدة مرات في السنة، بحيث تحتوي على الآيات والأحاديث والأمثال والقصص والفكاهات، حتى تتعزَّز ثقتهم بأنفسهم، وليطوروا مهاراتهم في التعبير والقراءة والإملاء في اللغة العربية.

    16- يجب على أساتذة تعليم اللغة العربية تشكيل لجنة لتوجيه الطلاب في كل المجالات، وقيادتهم، وتعريفهم بالمشروعات الجديدة.

    17- لضمان استمرار نجاح البرامج والمشروعات التي بدئ بها يجب أن يُهتم بتنظيم المحاضرات والمؤتمرات والندوات والورشات والمشروعات الجديدة المتعلقة بتعليم اللغة العربية.

    18- توجيه الطلاب للاشتراك في الاختبار المسمّى ـYDS، ودعمهم قدر الإمكان في هذا الموضوع؛ بهدف توجيههم وتنمية مستواهم اللغوي.

    والله الموفِّق والهادي للصواب