العقلانية تعني التفسير العقلاني لكل شيء في الوجود، أو تمرير كل شيء في الوجود من قناة العقل لإثباته أو نفيه، أو تحديد خصائصه، وبالتالي إلغاء النص أمام العقل.

وصارت غايات (العلانيين) تبرر وسيلتهم في النيل من جوهر الدين وتزييف حقائقه.

فقد أنكروا الغيبيات، وذكروا أن أحوال القيامة تمثيل وتصوير لا حقيقة واقعة، كحمل العرش، والنفخ في الصور، وغيره. وأنكروا حجية ودلالة المعجزات.

واهتموا بمباحات ومحرمات الدنيا من أجل أن يستمتع الجسد، وتركوا إصلاح القلوب والعقائد.

وأعرضوا عن الروايات الصحيحة، وتمسكوا بما لم يثبت بدليل قطعي، واستهزؤوا بآراء الفقهاء الصحيحة في مبطلات الصلاة ومفسدات الصوم وغيرها، وأكدوا على أن الإسلام هو الديمقراطية.

شككوا في العقيدة، وأنكروا ألفاظًا تجاوزت الحسَّ والمشاهدة، كالجن والملائكة، بل الخلق والبعث! وادعى أغلبهم أن القرآن أثر وسجع جاهلي.

جاء العقلانيون بدعوى تقارب الأديان، ومزقوا الهوية الإسلامية، فالدين عندهم تراث جماعة معينة في تاريخ معين يمكن تطويره وتغيير مفاهيمه، فلا جهاد، ولا كفار، ولا مؤمنون..!

وفصلوا الدين عن الفكر السياسي والشرعي، بحجة أن الإسلام دين شعائر وعقائد فقط.

وقد ألغوا جوهر الإسلام، حيث جاؤوا بمصطلح الانشطارية..

وحاول العقلانيون أن يفكوا ارتباط الدين بالأخلاق والمبادئ الاجتماعية، من أجل التحرر من القيود والأحكام التي كبلت وقيدت حركة المسلم حسب زعمهم، وقالوا إنها أخلاق بدائية لا تصلح للوقت الحاضر!

أشاد العقلانيون بالحياة الغربية، ودعوا إلى تفشيها داخل المجتمع المسلم.. بعيدًا عن الالتزام الديني والأخلاقي والاجتماعي.

(مقاصد العقلانية الحديثة وموقف الفكر الإسلامي منها/ محمد هادي شهاب التكريتي، باختصار من الخاتمة).