ذهب علماء إلى أن عمل الكافر متعدي النفع، تنفعه وتخفف عنه من العذاب في الآخرة. وذهب آخرون إلى أنه لا يخفف عنه، وأن أعماله غير معتدّ بها، ولا تنفعه في الآخرة. ودرس باحث أدلة كل فريق منهما وانتهى إلى أن:

1- الكافر لا ينتفع بشيء من عمله المتعدي وإحسانهِ المسدَى إلى غيره في الآخرة، وتتفاوت درجة العذاب لاختلاف درجة الكفر. وهو ما أشار إليه ابن تيمية بقوله: ‘‘في الكفار مَن خفَّ كفره بسبب نصرته ومعونته، فإنه تنفعه شفاعته في تخفيف العذاب عنه، لا في إسقاط العذاب بالكلية’’. وعناه ابنُ التمجيد بقوله: ‘‘إن تفاوت عذاب الكفرة بحسب تفاوت شرورهم، زيادة بضمِّ المعاصي إلى الكفر، ونقصانًا بانتفاء الضمِّ المذكور، وبهذا يؤوَّل قوله تعالى: }يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ{ (سورة هود: 20)’’. 2- الكافر قد يجزى على فعله الذي يتعدَّى نفعهُ في الدنيا، فيعيش عيشًا طيبًا.

لكن يردُ هنا إشكال، وهو أن من الكفار من يكون له خيرات وإحسان متعدّ، ومع ذلك يعيش في بؤس. وجوابه من وجوه:

أ‌- أن الله يطيِّب عيشَه بالقناعة والرضا بما قسمه الله تعالى له وينشرح صدره، وتطيب حياته. ب‌- أن الله تعالى قد يجعل ذلك في ذريته ت‌- أن يقال بأن هذا مقيَّد بمشيئة الله تعالى، ومفهوم ذلك أنه ليس بوعد لازم، كما في قوله تعالى: }عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ { (سورة الإسراء 18).

###(باختصار من كتاب: أعمال الكافر متعدية النفع: مآلها وأثرها في الواقع وموقف المسلم منها/ السعيد بن صبحي العيسوي، ص 49-59).

 أعمال الكافر متعدية النفع: مآلها وأثرها في الواقع وموقف المسلم منها