الذي لا يستخدمُ التاريخَ الهجريَّ في شؤونهِ العلميةِ والعملية، ويستخدمُ التاريخ الميلاديَّ (وهو تأريخُ النصارى)، فهو إما أنه يحبُّ ذلك التاريخَ دون تاريخِ المسلمين، فهذا مع هواهُ ونحلته، أو أنه يرَى هذا الاستعمالَ أفضل، فيتخذهُ نهجًا، ولا يهمهُ تأريخهُ الإسلاميُّ وما استعملَهُ أعلامُ أمتهِ والغيورون على الدينِ منذ الهجرةِ وحتى اليوم، فهذا إمَّعة، انهزاميّ، ضعيفُ الشخصية، يقلِّدُ القويَّ ولو كان مخطئًا، ويتركُ الضعيفَ ولو كان صحيحًا. أو أنه لا مبالٍ، فلا يَسألُ عن ذلك ولا يشغلُ نفسهُ به، واللامبالاةُ مرضٌ أصيبَ به كثيرٌ من المسلمين، وخاصةً في هذا العصر، وهو من أسبابِ غفلتهم وتأخرهم، ومن كتبَ التاريخين لدواعٍ حسابية أو وطنيةٍ فلا بأس. وإذا كانت الدولُ تتعاملُ بالتأريخِ الميلادي، فلا يلزمُ منه أن يغفلَ المسلمُ عن تأريخهِ الإسلاميِّ في شؤونه، أو يستعملُ التأريخين على الأقل، اعتزازًا بتأريخهِ أولًا، ومداراةً لأحوالٍ له يُجبَرُ فيها على استعمالِ التأريخِ الآخر، ثانيًا. وليُعلمْ أن التأريخَ بالهجرةِ سنَّةٌ سنَّتها الخلافةُ الراشدة، وقد أمرنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ أن نلتزمَ بسنَّتهِ وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدين من بعده، وأن نَعَضَّ عليها بالنواجذ. فلا يُترَكُ التأريخُ الهجريُّ أبدًا، ولا يُستهانُ به.

محمد خير يوسف